القوة الجوية تونسي

القوات الجوية التونسية هي خدمة مدمجة وذات توجه دفاعي، منظمة لمواجهة تهديدات الأمن القومي، وفي مقدمتها الإرهاب والاتجار غير المشروع. يتم توزيع أفرادها وأصولها عبر قواعد جوية رئيسية، بما في ذلك بنزرت-سيدي أحمد، وقفصة، وصفاقس-ثينة، والقروبة، مما يضمن وصولاً عملياتياً يغطي أراضي البلاد وحدودها المتوسطية الاستراتيجية. تتكون القوة من عدة أسراب مخصصة لأدوار القتال والنقل والتدريب.

ترتكز القدرات العملياتية على مراقبة الحدود، وجمع المعلومات الاستخباراتية، ودعم القوات البرية. لم تُصمم قدرة القوات الجوية لإبراز القوة بشكل كبير، بل هي مصممة خصيصاً لعمليات مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي. وينعكس ذلك في أسطولها من المروحيات، المستخدمة للتنقل والإخلاء الطبي، وأسطولها المتنامي من طائرات الاستطلاع. كما توفر الخدمة جسراً جوياً حيوياً للقوات المسلحة وتساهم في جهود الإغاثة الإنسانية ومكافحة الحرائق.

إن العقيدة الاستراتيجية للقوات الجوية التونسية دفاعية بحتة، وقد تشكلت بفعل موقعها الجغرافي وعدم الاستقرار في ليبيا المجاورة. تؤكد هذه العقيدة على أمن الحدود ومواجهة التهديدات العابرة للحدود الوطنية، مع غياب ملحوظ لأي وضع هجومي أو طموحات توسعية. عنصر أساسي في استراتيجيتها هو التعاون الوثيق مع الشركاء الدوليين، وخاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، مما يوفر إمكانية الوصول إلى التدريب المتقدم والمعدات وقدرات تبادل المعلومات الاستخباراتية. ويتجلى ذلك أيضاً من خلال المشاركة المنتظمة في التدريبات المشتركة.

تتركز مشاركات القوات الجوية الأخيرة بشكل أساسي ضمن نطاق عمليات مكافحة الإرهاب، على الرغم من أن التفاصيل المحددة محدودة. تتضمن هذه الأنشطة بشكل كبير مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) لرصد تمرد نشط وتأمين المناطق الحدودية. تدعم القوات الجوية العمليات البرية بالنقل وقد نشرت أفراداً في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مثل جمهورية إفريقيا الوسطى، لأداء مهام الإنقاذ الجوي والنقل.

تتمثل إحدى المبادرات الحالية في "خطة تحديث الطيران 2030"، بدعم كبير من الولايات المتحدة. يشمل ذلك اقتناء طائرات التدريب T-6C Texan II لبناء جيل جديد من الطيارين وشراء طائرات الهجوم الخفيف AT-6C Wolverine. يتم تعزيز أسطول النقل بطائرات C-130H/J Super Hercules إضافية، بينما تم تحديث قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) بشكل كبير من خلال اقتناء طائرات Cessna 208 Caravan المعدلة خصيصاً ومروحيات UH-60 Black Hawk.