Mirage IV

خلال خمسينيات القرن الماضي، بدأت فرنسا برنامجًا عسكريًا لإنتاج الأسلحة النووية، مما استلزم تطوير قاذفة قنابل أسرع من الصوت مخصصة لهذا الغرض. في مايو 1956، وُضعت مواصفات لقاذفة قنابل قابلة للتزويد بالوقود جوًا، وقادرة على حمل قنبلة نووية بوزن 3 أطنان لمسافة 2000 كيلومتر. تمت الموافقة على المواصفات النهائية في مارس 1957، مما أدى إلى تقديم مقترحات متنافسة من شركتي سود أفياسيون (Sud Aviation) ونورد أفياسيون (Nord Aviation)؛ وقد تم اختيار اقتراح داسو (Dassault)، الذي كان يعتمد على مقاتلة ليلية ذات محركين مشتقة من الميراج III. النموذج الأولي الناتج، الذي أُطلق عليه اسم ميراج IV 01، كان يشبه الميراج IIIA ولكنه يتميز بضعف مساحة الجناح، وضعف عدد المحركات، وثلاثة أضعاف الوقود الداخلي، مع دمج ميزات متقدمة مثل الألواح المشغولة آليًا، والصفائح المخروطية، وخزانات الوقود المدمجة. كان النموذج 01 نموذجًا أوليًا تجريبيًا مصممًا لمعالجة تحديات الطيران الأسرع من الصوت المستمر، وهو ما لم تحققه أي طائرة من قبل. تم بناؤه على مدار 18 شهرًا في مصنع داسو في سان كلو (Saint-Cloud)، وأجرى أول رحلة له في 17 يونيو 1959، بقيادة الجنرال رولان غلافاني (Roland Glavany). في 19 سبتمبر 1960، سجل النموذج الأولي للميراج IV رقمًا قياسيًا عالميًا للسرعة على حلبة مغلقة بطول 1000 كيلومتر بسرعة 1822 كم/ساعة، وحسّن الرقم القياسي لاحقًا إلى 1972 كم/ساعة على حلبة مغلقة بطول 500 كيلومتر.

تتشارك الميراج IV في ميزات التصميم والتشابه البصري مع مقاتلة الميراج III، حيث تتميز بجناح دلتا عديم الذيل وزعنفة عمودية واحدة ذات قمة مربعة. الجناح أرق بكثير للسماح بأداء أفضل عند السرعات العالية، وتبلغ نسبة سمكه إلى وتره 3.8% فقط عند الجذر و 3.2% عند الطرف، مما يجعله الأرق الذي تم بناؤه في أوروبا في ذلك الوقت. تعمل الميراج IV بمحركين نفاثين توربينيين من طراز سنيكما أتار (Snecma Atar)، يتغذيان من مدخلين للهواء على جانبي جسم الطائرة يحتويان على ناشرات صدمية نصف مخروطية للمدخل. تحتوي الطائرة على 14000 لتر من الوقود الداخلي. تم دمج مسبار للتزود بالوقود في الأنف. طاقم الطائرة المكون من شخصين، طيار وملاح، كانا يجلسان في مقصورتين ترادفيتين، كل منهما تحت مظلة منفصلة من نوع الصدفة. يوجد رادار للقصف/الملاحة داخل قبة رادارية مائلة الوجه تحت جسم الطائرة بين مداخل الهواء وخلف قمرة القيادة. تحتوي الميراج IV على حاملي قنابل تحت كل جناح، حيث تُستخدم حوامل القنابل الداخلية عادةً لخزانات وقود إضافية كبيرة بسعة 2500 لتر. لم يتم تركيب أي تسليح مدفعي على هذا النوع من الطائرات على الإطلاق. اعتبارًا من عام 1972 فصاعدًا، تم تجهيز بعض الطائرات أيضًا لحمل حاضنة الاستطلاع CT52 في تجويف القنابل، مع ثلاث أو أربع كاميرات بعيدة المدى أو ماسح خطي بالأشعة تحت الحمراء.

كانت الميراج IV قادرة على حمل قنبلة نووية واحدة من طراز AN-11 أو AN-22 ذات السقوط الحر في تجويف بجسم الطائرة تحت المحركات. بدلاً من ذلك، كان بإمكانها حمل ما يصل إلى ست عشرة قنبلة تقليدية بوزن 454 كجم (1000 رطل)، على الرغم من أن هذا التكوين نادرًا ما استخدم عمليًا. اعتبارًا من عام 1972 فصاعدًا، تم تجهيز بعض الطائرات لحمل حاضنة الاستطلاع CT52 لمهام الاستطلاع الاستراتيجي. ابتداءً من الثمانينيات، تم تحديث عدد من طائرات الميراج IV بتركيب حامل قنابل مركزي لحمل صاروخ ASMP (جو-أرض متوسط المدى) النووي بعيد المدى. كما تميزت الطائرة بحاملي قنابل تحت كل جناح، حيث تُستخدم حوامل القنابل الداخلية عادةً لخزانات وقود إضافية كبيرة بسعة 2500 لتر (660 جالون أمريكي)، وغالبًا ما تحمل حوامل القنابل الخارجية حاضنات الحرب الإلكترونية (ECM) وموزعات الشراك الحرارية/الرقائق المعدنية (chaff/flare) لتكملة أنظمة الإجراءات المضادة الداخلية، مثل حاضنة التشويش Barax NG وموزع المواد المستهلكة BOZ. يمكن أيضًا تزويد الميراج IV بـ 12 صاروخًا يعمل بالوقود الصلب للإقلاع بمساعدة الصواريخ (RATO).

بدأت عمليات تسليم الميراج IV إلى القوات الجوية الفرنسية في فبراير 1964، وأصبح السرب الأول جاهزًا للعمل بحلول أكتوبر من العام نفسه. في نهاية المطاف، تألفت قوة القاذفات من تسعة أسراب، كل منها بأربع طائرات، موزعة استراتيجيًا عبر قواعد مختلفة للتخفيف من خطر تدميرها بالكامل بضربات العدو. من عام 1964 إلى 1971، كانت الميراج IV الوسيلة الوحيدة لفرنسا لإيصال الذخائر النووية، حيث كانت تحتفظ بـ 36 طائرة في حالة تأهب قصوى، بعضها محلق باستمرار والبعض الآخر بمستويات جاهزية متفاوتة، وكل منها مسلح بسلاح نووي. مع التزود بالوقود جوًا، كان بإمكان الطائرة الوصول إلى أهداف سوفيتية رئيسية مثل موسكو ومورمانسك ومدن أوكرانية مختلفة. في البداية، كانت تستخدم الميراج IVA نمط هجوم على ارتفاعات عالية، ولكن تم تعديلها لاحقًا للاختراق على ارتفاعات منخفضة استجابة لتحسن دفاعات الصواريخ أرض-جو، مما قلل من سرعة الهجوم ونصف قطر القتال. في الثمانينيات، تم تحديث 18 طائرة ميراج IV لحمل صاروخ ASMP (جو-أرض متوسط المدى) بعيد المدى، لتصبح ميراج IVP، وقد تضمن ذلك تعديلات وتحديثات واسعة النطاق لرادار الطائرة وأنظمتها الإلكترونية والملاحة وأنظمة التحكم في الطيران. تم سحب دور القاذفة رسميًا في عام 1996 ونقله إلى الميراج 2000N. تحولت طائرات الميراج IVP المتبقية إلى مهام الاستطلاع الاستراتيجي، وشهدت الخدمة في البوسنة والعراق وكوسوفو وأفغانستان. تم سحب هذا النوع من الخدمة بالكامل في عام 2005. تم تشغيل الميراج IV حصريًا من قبل القوات الجوية الفرنسية.

النسخ الرئيسية:

• ميراج IV 01: النموذج الأولي الأولي، المشابه بصريًا للميراج III، عمل كمنصة تجريبية لمعالجة التحديات المتعلقة بالطيران الأسرع من الصوت لفترات طويلة.

• ميراج IVA: نسخة الإنتاج الرئيسية، أكبر قليلاً من النموذج الأولي الأولي، صُممت كقاذفة استراتيجية أسرع من الصوت وطائرة استطلاع عميق.

• ميراج IVB: نسخة مقترحة أكبر بمحركات أقوى ومساحة جناح أكبر، مخصصة لمهام الضربات ذهابًا وإيابًا، ولكن تم إلغاؤها في النهاية بسبب اعتبارات التكلفة.

• ميراج IVR: نسخة استطلاع، تم تجهيز 12 طائرة لحمل حاضنة الاستطلاع CT52، لمهام الارتفاعات المنخفضة والعالية وبتكوينات كاميرا مختلفة.

• ميراج IVP: نسخة مطورة من IVA، مجهزة بحامل قنابل مركزي لحمل صاروخ ASMP بعيد المدى وتتميز برادار وإلكترونيات وأنظمة قمرة قيادة حديثة.

حمولة القنابل:

• Nuclear Dassault AN-11
• Nuclear Dassault AN-21
• Nuclear Dassault AN-22