صاروخ AIM-54 Phoenix

نشأ صاروخ AIM-54 فينيكس من ضرورة ملحة للبحرية الأمريكية خلال الحرب الباردة لتطوير نظام أسلحة جو-جو بعيد المدى قادر على الدفاع عن المجموعات القتالية لحاملات الطائرات ضد موجات متوقعة من القاذفات السوفيتية المسلحة بصواريخ مضادة للسفن. استمد تصميمه، الذي قامت به شركة هيوز للطائرات بين عامي 1960 و1966، من صاروخ AIM-47 فالكون الأسبق. صُمم في البداية لطائرة F-111B، ثم تم تكييف برنامج الصاروخ، إلى جانب نظام الرادار AN/AWG-9 الخاص به، لاحقًا لطائرة غرومان F-14 تومكات بعد إلغاء مشروع F-111B. بدأ الإنتاج بواسطة هيوز ولاحقًا شركة رايثيون في عام 1966. تم تطوير نسخة محسّنة بشكل كبير، AIM-54C، في عام 1977، مقدمة قدرات معززة ضد التهديدات الحديثة من خلال إلكترونيات رقمية مطورة وإجراءات مضادة إلكترونية محسّنة. يشمل نسب الصاروخ أيضًا نسخة مقترحة تُطلق من السفن، "سي فينيكس" (Sea Phoenix)، والتي خضعت لاختبارات ناجحة في السبعينيات ولكن لم يتم متابعتها في النهاية، وصاروخ إيراني الصنع، "فاكور-90" (Fakour-90)، يُقال إنه نسخة معدلة ومطورة من فينيكس بطريقة الهندسة العكسية.

يتميز صاروخ AIM-54 فينيكس بقدرته على الاشتباك بعيد المدى، باستخدام محرك صاروخي يعمل بالوقود الصلب للدفع. يدمج نظام توجيهه التوجيه الراداري شبه النشط للمراحل الأولية والمتوسطة، معتمدًا على رادار طائرة F-14 المطلقة لإضاءة الهدف وتحديثاته، قبل الانتقال إلى باحثه الراداري النشط الخاص به للتوجيه النهائي. هذا مكّن من قدرة "أطلق وانسَ" في مرحلة الهجوم النهائية. تضمن تكتيك تشغيلي رئيسي إطلاق الصاروخ إلى ارتفاعات عالية، مما يقلل من مقاومة الغلاف الجوي ويزيد من مداه الفعال. بالاقتران مع رادار AN/AWG-9 الخاص بطائرة F-14 تومكات، كان نظام فينيكس رائدًا في قدرته على تتبع ما يصل إلى أربعة وعشرين هدفًا في وقت واحد وتوجيه الصواريخ نحو ستة منها بالتزامن. حمل الصاروخ رأسًا حربيًا شديد الانفجار من النوع "القضيب المتصل" (continuous-rod) مصممًا لتدمير الأهداف الجوية عبر صمام تقاربي. قدم طراز AIM-54C اللاحق المعالجة الرقمية، مما عزز أداءه ضد الأهداف منخفضة الارتفاع وحسّن الموثوقية العامة وقدرته على العمل في بيئات الحرب الإلكترونية المعقدة.

عملت طائرة غرومان F-14 تومكات كمنصة الإطلاق التشغيلية الحصرية لصاروخ AIM-54 فينيكس. دخل الصاروخ الخدمة مع بحرية الولايات المتحدة في عام 1974 وتم تصديره أيضًا إلى القوات الجوية الإمبراطورية الإيرانية قبل ثورة 1979. في خدمة البحرية الأمريكية، وعلى الرغم من قدراته المتقدمة، شهد فينيكس استخدامًا قتاليًا محدودًا للغاية، مع تسجيل عدد قليل فقط من الإطلاقات وعدم تأكيد تدمير أي طائرة معادية خلال العمليات الأمريكية؛ غالبًا ما كان استخدامه مقيدًا بقواعد الاشتباك وتوفر الأصول الجوية الأخرى. أخرجت البحرية الأمريكية صاروخ AIM-54 من الخدمة في عام 2004. على النقيض من ذلك، يُفيد أن القوات الجوية لجمهورية إيران الإسلامية استخدمت فينيكس على نطاق واسع وبنجاح كبير خلال الحرب العراقية الإيرانية. واصلت إيران منذ ذلك الحين تشغيل وصيانة مخزونها من صواريخ فينيكس، مطورة قدرات دعم محلية، ووفقًا للتقارير، تنتج نسختها الخاصة، فاكور-90.