صاروخ AM-39 Exocet

الإكسوسيت هو نظام صاروخي فرنسي مضاد للسفن بدأ تطويره في أواخر الستينيات، بعد جهود وطنية وتعاونات سابقة في مجال الذخائر المضادة للسفن. تم اختيار الاسم، الذي يعني بالفرنسية "السمكة الطائرة"، ليعكس مسار طيران الصاروخ المميز الملاصق لسطح البحر. دخل الخدمة في منتصف السبعينيات ومنذ ذلك الحين خضع لتطور كبير، مع تطوير أجيال لاحقة في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لتعزيز المدى والأداء.

كسلاح دون سرعة الصوت، أطلق وانسَ، تم تصميم الإكسوسيت ليكون ذا قدرة عالية على البقاء والفعالية. ميزته التكتيكية الأساسية هي مساره الملاصق لسطح البحر، حيث يحلق على بعد أمتار قليلة فوق سطح الماء، مما يبقيه أقل من عتبة الكشف للعديد من رادارات السفن. لمعظم فترة طيرانه، يعتمد الصاروخ على نظام توجيه بالقصور الذاتي، ويبقى صامتاً إلكترونياً لتجنب الكشف المبكر. في المرحلة النهائية، ينشط باحثه الراداري النشط الخاص به ليتوجه نحو الهدف. خلال هذا الاقتراب الأخير، يكون الصاروخ قادراً على أداء مناورات مراوغة لإحباط أنظمة الدفاع النقطي ويستخدم إجراءات مضادة إلكترونية للتغلب على الشراك الخداعية. تم تصميم رأسه الحربي التقليدي لاختراق هيكل السفينة المستهدفة فوق خط الماء مباشرة، مع صمام تفجير بتأخير يطلق الانفجار داخل السفينة لزيادة الأضرار الداخلية إلى أقصى حد. بينما استخدمت النسخ المبكرة محركاً صاروخياً يعمل بالوقود الصلب، فإن النسخ الحديثة مجهزة بمحرك نفاث توربيني، مما يزيد مداها العملياتي بشكل كبير ويسمح لها باتباع مسارات طيران معقدة ومبرمجة مسبقاً لاشتباك الأهداف، بما في ذلك تلك الموجودة على الساحل.

الإكسوسيت هو نظام متعدد الاستخدامات للغاية يتم نشره على مجموعة واسعة من المنصات، بما في ذلك السفن الحربية السطحية، والغواصات، والطائرات المقاتلة، وطائرات الدوريات البحرية، والمروحيات، وبطاريات الدفاع الساحلي. النسخة التي تطلق من الغواصات مغلفة في كبسولة مقاومة للماء تُقذف من أنبوب طوربيد؛ وبمجرد وصولها إلى السطح، يتم التخلص من الكبسولة ويشتعل محرك الصاروخ. اكتسب الصاروخ شهرة دولية لأول مرة خلال حرب الفوكلاند عام 1982، عندما أثبتت النسخ التي تطلق من الجو والتي استخدمتها الأرجنتين فعاليتها ضد السفن الحربية التابعة للبحرية الملكية البريطانية. كما استخدمه العراق على نطاق واسع خلال الحرب العراقية الإيرانية ضد حركة الملاحة في الخليج العربي، وبلغت ذروتها في حادثة عام 1987 حيث أصاب صاروخان من طراز إكسوسيت الفرقاطة الأمريكية يو إس إس ستارك. تم تصدير النظام إلى العديد من الدول ولا يزال يُشغل من قبل القوات البحرية في جميع أنحاء العالم.