صاروخ RT-2PM Topol (SS-25 Sickle)

يمثل صاروخ RT-2PM2 توبول-إم، المعروف بتسمية الناتو SS-27 "سيكل بي"، أول صاروخ باليستي عابر للقارات روسي تم تطويره بالكامل بعد الحقبة السوفيتية. بدأ تصميمه، وهو تطور لصاروخ RT-2PM توبول الأسبق، في أواخر الثمانينيات، بقيادة معهد موسكو للتكنولوجيا الحرارية تحت إشراف المصمم الرئيسي يوري سولومونوف، وتولى مصنع فوتكينسك لبناء الآلات إنتاجه. هدف البرنامج إلى إنشاء صاروخ حديث يعمل بالوقود الصلب، كما تشير تسميته الروسية التي تعكس خصائص تكتيكية وتقنية محسنة. بعد إعادة تصميم في أوائل التسعينيات، خضع الصاروخ لأول اختبار طيران له في أواخر عام 1994. بدأت الخدمة القتالية التجريبية بعدد قليل من الوحدات قرب نهاية عام 1997. وبعد سلسلة من التقييمات، دخلت النسخة القائمة على الصوامع الخدمة رسمياً بمرسوم رئاسي في منتصف عام 2000، مما يمثل خطوة مهمة في تحديث الردع الاستراتيجي لروسيا.

توبول-إم هو صاروخ باليستي عابر للقارات ثلاثي المراحل يعمل بالوقود الصلب، ويتميز بمرحلة تسارع سريعة توفرها محركات صاروخية متطورة للمرحلة الأولى، مما يساهم في مسار طيران أكثر انبساطاً. تهدف هذه الخاصية، بالإضافة إلى وقت احتراق قصير للمحرك، إلى تعزيز القدرة على البقاء ضد أنظمة الكشف بالأقمار الصناعية وأنظمة الدفاع الصاروخي. تم تصميم النظام لحمل رأس حربي واحد قوي، على الرغم من أن بنيته متوافقة مع مركبات إعادة دخول متعددة مستقلة الاستهداف (MIRVs) ويتضمن تجهيزات للطُعم والتدابير المضادة. يستخدم نظام توجيه بالقصور الذاتي معززاً بنظام غلوناس لدقة عالية. تسمح طبيعة الصاروخ التي تعمل بالوقود الصلب بحالات جاهزية طويلة وقدرة إطلاق سريعة، بينما يشتمل بناؤه على لفائف من ألياف الكربون. ويُقال إنه مصمم بميزات للمناورة التهربية لمواجهة أنظمة الاعتراض المعادية، بما في ذلك قدرة حمولته على تغيير المسار بعد الانفصال.

يتم تشغيل نظام توبول-إم حصرياً من قبل قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، وهو في الخدمة الفعلية منذ ديسمبر 2000. يوفر خيارات تمركز متعددة الاستخدامات، حيث يمكن نشره من صوامع صواريخ محصنة أو عبر قاذفات ناقلة-ناصبة-متحركة على الطرق، مع تسميات مميزة لكل تهيئة. شهدت عمليات النشر الأولية وضع الصواريخ في الخدمة القتالية في أواخر التسعينيات، مع إنشاء أفواج قائمة على الصوامع تدريجياً في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. أصبحت أول أنظمة توبول-إم المتنقلة جاهزة للعمل في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، متمركزة مع وحدات مثل فرقة الصواريخ بالقرب من تيكوفو. بحلول أوائل العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، أفيد بنشر عدد من الصواريخ القائمة على الصوامع والمتنقلة عبر فرق صاروخية محددة. يقدر العمر التشغيلي لهذه الصواريخ بما يتراوح بين خمسة عشر وعشرين عاماً. ويُقال إن إنتاج توبول-إم انتهى حوالي عام 2010، حيث بدأت الأنظمة الأحدث مثل RS-24 يارس، التي تشتمل على رؤوس حربية متعددة، تُفضل للمشتريات المستقبلية.