البحرية الفنلندية 🇫🇮

البحرية الفنلندية، المعروفة باسم "ميريفويمات" (Merivoimat) باللغة الفنلندية، هي الفرع البحري لقوات الدفاع الفنلندية. يتمثل دورها الأساسي في تأمين سلامة أراضي فنلندا، وخاصة سواحلها الممتدة وجزرها العديدة في بحر البلطيق. ونظراً للوضع الجيوسياسي لفنلندا وقربها من روسيا، تركز البحرية بشكل كبير على الدفاع الساحلي، والحرب المضادة للغواصات، وإجراءات مكافحة الألغام. فنلندا ليست عضواً في الناتو، لكنها شاركت بشكل متزايد في تدريبات واتفاقيات تعاونية مع دول الناتو والاتحاد الأوروبي.

من أبرز السمات المميزة للبحرية الفنلندية تركيزها على حرب المياه الضحلة والساحلية، مما يعكس الجغرافيا البحرية الفريدة للمنطقة، بما في ذلك الأرخبيل وخليج فنلندا. وتشغل البحرية مجموعة متنوعة من السفن والزوارق المصممة خصيصاً لهذه البيئات. يتكون الأسطول السطحي بشكل أساسي من زوارق الهجوم السريع الصاروخية، وسفن مكافحة الألغام، وزوارق الدورية. وتعد زوارق الهجوم السريع من طراز "هامينا" (Hamina) من أبرز الإنجازات التكنولوجية للبحرية، حيث إنها مجهزة بمستشعرات متطورة، وصواريخ مضادة للسفن، وطوربيدات.

تحتل قدرات كنس الألغام وزرعها دوراً مهماً في استراتيجية البحرية الفنلندية. ونظراً للمياه الضيقة والضحلة لبحر البلطيق، يمكن أن تكون الألغام فعالة للغاية في التحكم في الممرات البحرية والموانئ. ونتيجة لذلك، تشغل البحرية أسطولاً من سفن حرب الألغام المتخصصة، وهي بصدد الحصول على قدرات جديدة في هذا المجال.

تمتلك البحرية الفنلندية أيضاً مكوناً جوياً، وهو الطيران البحري الفنلندي، الذي يضم مجموعة متنوعة من المروحيات والطائرات المسيرة (الدرونز) لعمليات الاستطلاع والنقل والبحث والإنقاذ. ومع ذلك، فإن المكون الجوي متواضع نسبياً من حيث الحجم.

تتمثل إحدى المبادرات الرئيسية للبحرية الفنلندية في مشروع "سرب 2020" (Squadron 2020) الجاري، والذي يهدف إلى استبدال العديد من السفن المتقادمة بأربع فرقاطات جديدة متعددة المهام. ومن المتوقع أن تكون هذه السفن مجهزة بصواريخ مضادة للسفن، وصواريخ سطح-جو، وطوربيدات، ومدافع بحرية، مما يوفر دفعة كبيرة للقدرات البحرية الفنلندية.