فئة Project 1266 (Gorya)

كاسحات الألغام من فئة غوريا، والمعروفة رسميًا باسم المشروع 12660، هي سلسلة من السفن البحرية التي بُنيت للبحرية السوفيتية في أواخر الثمانينيات. كان الغرض من هذه السفن هو تعزيز القدرات البحرية للاتحاد السوفيتي في مجال كنس الألغام، وقد صُممت خصيصًا لإزالة الألغام من بيئات المحيطات العميقة. على الرغم من أنها كانت مخصصة في البداية لتكون أسطولًا أكبر، فقد تم دمج هذه السفن الآن في البحرية الروسية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.

تتمثل المهمة الشاملة لكاسحات الألغام من المشروع 12660 في إجراء كنس عميق للمحيطات للألغام المتطورة، مثل ألغام "كابتور" (Captor). هذه السفن مجهزة بأنظمة متقدمة للكشف عن الألغام مما يجعلها بارعة في تحديد ألغام العدو والأجسام تحت الماء، بما في ذلك الغواصات. أكدت الصحافة الروسية على تفرد فئة غوريا في قدرتها ليس فقط على اكتشاف بل وتدمير مجموعة واسعة من التهديدات تحت الماء، مثل ألغام "كابتور" (Captor) وعوامات تغطية الحرب المضادة للغواصات "كولاس" (Colas)، على أعماق كبيرة تصل إلى 1000 متر، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ بناء السفن العسكرية السوفيتية.

من حيث التصميم، تتميز كاسحات الألغام هذه بمعدات الكنس الخاصة بها، والتي تشمل غواصتين صغيرتين وكاسحات تقليدية. توفر مجموعة المعدات هذه نهجًا متعدد الاستخدامات لعمليات كنس الألغام، مما يسمح للسفن بالتعامل مع مجموعة متنوعة من أنواع الألغام والأجسام تحت الماء بكفاءة عالية.

من منظور تشغيلي، كان من المخطط في الأصل بناء أسطول مكون من عشرين سفينة. ومع ذلك، أدى المشهد الجيوسياسي المتغير، الذي تميز بانهيار الاتحاد السوفيتي، إلى توقف إنتاج وإنجاز هذه الكاسحات. من بين السفن الثلاث التي بدأ العمل فيها في البداية، تم الانتهاء من اثنتين فقط ولا تزالان تعملان حتى اليوم ضمن البحرية الروسية.

أصبحت هذه السفن العاملة جزءًا من الأساطيل المختلفة في البحرية الروسية. يمثل دمجها شهادة على الاستخدام المستمر للتصاميم التي تعود إلى الحقبة السوفيتية والتي تم تكييفها لتناسب المتطلبات البحرية الحديثة داخل الاتحاد الروسي.

من المهم الإشارة إلى أن كاسحات الألغام هذه تلعب دورًا مهمًا في استراتيجيات الدفاع البحري الحالية نظرًا لقدرتها على تأمين المناطق البحرية من تهديدات الألغام، وهي مهمة أساسية في الحرب البحرية وحماية ممرات الشحن. توفر فئة غوريا للبحرية الروسية أصولًا قوية لكنس الألغام يمكنها العمل في البيئات الصعبة تحت الماء.