البحرية الأرجنتينية 🇦🇷

البحرية الأرجنتينية قوة تشكلت بفعل تاريخ من بسط النفوذ الإقليمي، وهي الآن مقيدة بعقود من نقص الاستثمار وتداعيات حرب الفوكلاند/مالفيناس عام 1982. أسطولها قوة متقادمة ومتضائلة، يرتكز على نواة من المدمرات والطرادات من طراز MEKO ألمانية الصنع التي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي. والأهم من ذلك، فقدت البحرية عدة قدرات رئيسية، بما في ذلك حاملة طائراتها، ومدمرات الدفاع الجوي بعيدة المدى، والأبرز من ذلك، قوة غواصات ذات مصداقية، حيث أن غواصاتها ألمانية الصنع غير نشطة حالياً. وقد أدى ذلك إلى تقليص قوتها القتالية بشكل جوهري مقارنة بالبحريات الإقليمية.

تحولت الاستراتيجية البحرية للبحرية من طموحاتها السابقة في المياه الزرقاء إلى المهمة الأكثر إلحاحاً المتمثلة في حماية الموارد والأمن البحري ضمن منطقتها الاقتصادية الشاسعة. ويؤكد ذلك إنشاء قيادة بحرية مشتركة تركز على السيطرة على المساحات البحرية والنهرية ومكافحة الصيد غير القانوني وغير المبلغ عنه وغير المنظم (IUU). ولدعم هذه المهمة، تعطي البحرية الأولوية لقدرات الدوريات البحرية. ويشمل ذلك اقتناء أربع سفن دورية بحرية من طراز Gowind فرنسية الصنع ودمج طائرات الدوريات البحرية P-3 Orion لتعزيز المراقبة بعيدة المدى فوق جنوب المحيط الأطلسي.

برامج بناء السفن والتحديث طموحة ولكنها تواجه عقبات مالية كبيرة. توجد خطط لاستبدال المدمرات المتقادمة بفرقاطات جديدة متعددة الأغراض، واستعادة أسطول الغواصات، واقتناء سفينة برمائية جديدة. وهناك أيضاً تركيز متجدد على استخدام أحواض بناء السفن المحلية، مثل تاندور وريو سانتياغو، لتحديث طرادات MEKO الحالية وبناء سفن دعم جديدة. ومع ذلك، فإن معظم مشاريع الاقتناء واسعة النطاق هذه مرهونة بتأمين تمويل خارجي.

المدى العملياتي للبحرية الأرجنتينية محدود حالياً، ويركز بشكل أساسي على مياهها الوطنية. بينما شاركت تاريخياً في عمليات دولية، فإن الحالة المادية لمقاتلاتها الرئيسية تقيد قدرتها على بسط قوة مستدامة بعيداً عن شواطئها. وتعزز سفن الدوريات والطائرات الجديدة مدى مراقبتها، لكن العودة إلى وجود بحري كبير في المياه الزرقاء سيتطلب إعادة رسملة كبيرة ومستدامة لأسطولها.