القوات العسكرية لـ المجر 🇭🇺

تمر المجر في خضم الانتقال من فترة طويلة من الإهمال إلى تحديث شامل لقواتها المسلحة. وبصفتها عضوًا في الناتو والاتحاد الأوروبي، فإن وضعها الاستراتيجي متجذر بعمق ضمن هيكل التحالف الغربي. ومع ذلك، فإن موقعها الجيوسياسي يتسم بالدقة بسبب سياسة خارجية براغماتية تحافظ على الحوار مع روسيا، مما يخلق ديناميكية فريدة داخل المنطقة. وعلى الرغم من كونها قوة صغيرة إلى متوسطة الحجم، تهدف الاستثمارات العسكرية الأخيرة للمجر إلى ترسيخ مكانتها كفاعل موثوق به في أوروبا الوسطى، قادر على المساهمة في الدفاع الجماعي وتأمين مصالحها الوطنية.

القدرات والهيكل العسكري

تتألف قوات الدفاع المجرية (HDF) من القوات البرية والقوات الجوية، وتعمل تحت قيادة موحدة. بعد إلغاء التجنيد الإجباري في عام 2004، أصبح الجيش قوة احترافية بالكامل بهدف زيادة عدد الأفراد العاملين إلى ما يقرب من 38,000 فرد.

يمثل برنامج التحديث "زريني 2026"، الذي أُطلق في عام 2017، العمود الفقري لهذا التحول، ويهدف إلى استبدال معدات حقبة حلف وارسو المتقادمة بأنظمة حديثة متوافقة مع الناتو. تشمل المشتريات الرئيسية ما يلي: * القوات البرية: تحل دبابات القتال الرئيسية ليوبارد 2A7+ ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع PzH 2000 ألمانية الصنع محل النماذج التي تعود إلى الحقبة السوفيتية. يتم تحديث المشاة من خلال الإنتاج المحلي لمركبات المشاة القتالية من طراز Lynx KF41 عبر مشروع مشترك مع شركة راينميتال الألمانية. * القوات الجوية: يتركز الأسطول على مقاتلات JAS 39 غريبن السويدية متعددة المهام. تم تعزيز قدرات النقل الجوي بطائرات إيرباص A319، ومن المقرر أن تتحسن أكثر مع طائرات النقل البرازيلية KC-390. وقد أدت عملية استحواذ كبيرة على مروحيات إيرباص H145M و H225M إلى تحديث أسطولها من الطائرات العمودية.

يمثل إحياء صناعة الدفاع المحلية عنصرًا حاسمًا في برنامج زريني 2026. من خلال الشراكات مع شركات أجنبية مثل راينميتال وإيرباص، تعمل المجر على إنشاء مرافق إنتاج محلية وبحث وتطوير للمركبات المدرعة والذخيرة ومكونات المروحيات. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز أمن الإمدادات، ودعم الاقتصاد الوطني، وخلق فرص تصدير.

الاتجاهات والتوقعات الاستراتيجية

تستند استراتيجية المجر العسكرية إلى عدة عوامل رئيسية. الدافع الأساسي هو بناء قدرة دفاع إقليمي موثوقة والوفاء بالتزامها تجاه الناتو، بهدف إنفاق ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. لقد عزز ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 والصراع المستمر في أوكرانيا هذا التركيز على الأمن الإقليمي، مما يعكس تصورات جيرانها للتهديدات.

تؤكد العقيدة الاستراتيجية لبودابست أيضًا على معالجة التهديدات الهجينة والسيطرة على الهجرة غير الشرعية، والتي كانت محفزات رئيسية لبرنامج التحديث. ينعكس هذا في مهمتها العسكرية المستقلة إلى تشاد، والتي تهدف إلى تعزيز الاستقرار في منطقة الساحل لكبح تدفقات الهجرة.

على الرغم من الخطاب السياسي الذي يضعها أحيانًا على خلاف مع شركائها الغربيين، فإن مشتريات المجر العسكرية تأتي بشكل شبه حصري من مصادر أوروبية، وتشارك بنشاط في بعثات وتمارين الناتو والاتحاد الأوروبي. يشير الاتجاه طويل الأمد إلى جيش متزايد القدرة والحداثة ويعتمد على الإمدادات المحلية، مصمم لتأكيد سيادة المجر والمساهمة في أطر الأمن الأوروبي، حتى وهي تتنقل في مشهد جيوسياسي معقد.