القوات العسكرية لـ فنلندا 🇫🇮

يتحدد الوضع العسكري لفنلندا بانضمامها الأخير إلى الناتو في أبريل 2023، وهو تحول تاريخي عن سياستها طويلة الأمد المتمثلة في عدم الانحياز العسكري. كان هذا القرار نتيجة مباشرة للغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، مما غيّر بشكل جذري المشهد الأمني لشمال أوروبا. وبمشاركتها حدودًا بطول 1300 كيلومتر مع روسيا، تحتل فنلندا موقعًا ذا أهمية استراتيجية عالية للحلف، لا سيما في بحر البلطيق والقطب الشمالي.

هيكل القوات والقوى البشرية

يُعد نظام التجنيد الفريد في فنلندا حجر الزاوية في دفاعها، حيث يعزز نموذج "الدفاع الشامل" الذي يشرك المجتمع بأكمله. وبينما تحتفظ بقوة عاملة متواضعة تبلغ حوالي 24,000 فرد، يمكن للقوات المسلحة الفنلندية تعبئة قوة قتالية زمن الحرب تبلغ 280,000 جندي بسرعة. ويدعم ذلك احتياطي ضخم يضم حوالي 870,000 مواطن مدرب. يتكون الجيش من القوات البرية والبحرية والجوية، مع تصميم حرس الحدود للاندماج في القوات المسلحة أثناء الحرب. يضمن هذا النموذج مستوى عالٍ من المرونة المجتمعية والتأهب، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى استعداد عالٍ للغاية بين السكان للدفاع عن الأمة.

المعدات والقدرات

على الرغم من صغر عدد سكانها، تمتلك فنلندا واحدة من أهم وأقدر قوات المدفعية في أوروبا، بترسانة تضم حوالي 1,500 قطعة سلاح، بما في ذلك مئات مدافع الهاوتزر وقذائف الهاون الثقيلة. يتمحور المكون المدرع للجيش حول أسطول من دبابات القتال الرئيسية الألمانية الصنع من طراز ليوبارد 2. وتجري جهود تحديث كبيرة في جميع الفروع. القوات الجوية الفنلندية بصدد استبدال أسطولها المتقادم من طائرات F/A-18 هورنت بـ 64 طائرة مقاتلة من طراز F-35A لايتنينغ II، وهو تعزيز كبير لقوتها القتالية. ويركز الجيش أيضًا على تحسين القدرة على الحركة من خلال اقتناء مركبات مدرعة جديدة من طراز 6x6. وتتمتع القوات الفنلندية ببراعة عالية في حرب القطب الشمالي، وهي قدرة حاسمة بالنظر إلى جغرافية البلاد.

التوجهات الاستراتيجية والتوقعات

يُعد اندماج فنلندا في هيكل قيادة الناتو أهم توجه مستمر، حيث يعزز أمنها الخاص من خلال الدفاع الجماعي ويقوي الجناح الشرقي للحلف. ويظل التركيز الاستراتيجي للأمة منصبًا بشكل مباشر على ردع أي عدوان محتمل من روسيا. إن نهج فنلندا "الشامل للمجتمع" في الدفاع، بالإضافة إلى احتياطيها الكبير والمدرب جيدًا ومدفعيتها الهائلة، يجعلها قوة عسكرية عالية المرونة والقدرة. يضع نموذج الأمن الشامل هذا، الذي يستعد لمختلف التهديدات بما في ذلك الحرب الهجينة، فنلندا كأصل حاسم، وليس عبئًا، لحلف الناتو في بيئة جيوسياسية متقلبة.