Boeing 767

أُطلق برنامج بوينغ 767 في 14 يوليو 1978، تحت تسمية 7X7، بهدف إنتاج طائرة ركاب عريضة البدن. نشأت هذه المبادرة من الحاجة إلى استبدال طائرات 707 القديمة وغيرها من الطائرات المبكرة ذات البدن الضيق بتصميم أكثر كفاءة ذي ممرين، ولكن ببدن أصغر من الطائرات عريضة البدن الموجودة. لمشاركة تكاليف التطوير، أبرمت بوينغ اتفاقيات تقاسم المخاطر مع شركة إيريتاليا (Aeritalia) وشركة تطوير النقل المدني (CTDC) اليابانية. تم تعديل المفهوم الأولي كطائرة ركاب للإقلاع والهبوط القصير إلى طائرة متوسطة الحجم ذات مدى عابر للقارات، واستقر الأمر في النهاية على تصميم بمحركين نفاثين للاستفادة من الموثوقية والاقتصاد المحسنين لمحركات الجيل الجديد. ركزت مرحلة التصميم على كفاءة استهلاك الوقود، مدمجة تقنيات متقدمة مثل المحركات التوربينية المروحية ذات نسبة الالتفافية العالية، وأنظمة قمرة القيادة الرقمية، وجناح فوق حرج فعال ديناميكيًا هوائيًا. قامت طائرة 767 برحلتها الأولى في 26 سبتمبر 1981، وبعد برنامج اختبار طيران استمر 10 أشهر، حصلت على شهادة الاعتماد في يوليو 1982، مما أدى إلى دخول الطراز الأولي 767-200 الخدمة في 8 سبتمبر 1982.

بوينغ 767 هي طائرة أحادية السطح ذات جناح سفلي ناتئ مصممة بوحدة ذيل تقليدية تتميز بزعنفة وموجه دفة واحد. أجنحتها مائلة بزاوية 31.5 درجة، مُحسّنة لسرعة طيران تبلغ 0.8 ماخ. يحتوي كل جناح على مقطع عرضي لجنيح فوق حرج، مجهز بستة ألواح شرائح حافة أمامية، وقلابات ذات شق واحد ومزدوج، وجنيحات داخلية وخارجية، وستة كابحات هوائية (spoilers). يستخدم هيكل الطائرة أسطح أجنحة من مادة البوليمر المركب المقوى بألياف الكربون، وانسيابيات وألواح وصول من الكيفلار، وسبائك ألومنيوم محسّنة، مما يقلل الوزن الإجمالي مقارنة بتصاميم الطائرات السابقة. لإدارة توزيع الوزن على الأرض، تستخدم طائرة 767 معدات هبوط ثلاثية قابلة للسحب بأربع عجلات على كل معدة هبوط رئيسية وعجلتين على معدة الهبوط الأمامية.

لا تُجهز بوينغ 767 عادةً بتسليح هجومي في إصداراتها القياسية للركاب أو الشحن. ومع ذلك، يمكن للمشتقات العسكرية مثل ناقلات الوقود الجوية KC-767 و KC-46 أن تُجهز بذراع تزويد بالوقود بنظام التحكم الكهربائي (fly-by-wire) وخزانات وقود إضافية اختيارية لنقل الوقود إلى طائرات أخرى، مما يعمل بفعالية كمضاعف للقوة. علاوة على ذلك، يمكن لطائرة الشحن 767-300F أن تحمل ما يصل إلى 116,000 رطل (52.7 طن) من البضائع لمسافة تزيد عن 3,225 ميل بحري (6,025 كم؛ 3,711 ميل)، مما يوفر قدرات دعم لوجستي كبيرة.

في سنواتها الأولى، استخدمت طائرة 767 بشكل أساسي على الخطوط الداخلية، خاصة الخدمات العابرة للقارات داخل الولايات المتحدة، التي تديرها شركات طيران مثل يونايتد إيرلاينز، أمريكان إيرلاينز، وتي دبليو إيه. كما اعتمدت الخطوط الجوية الكندية، وخطوط الصين الجوية، والعال، وباسيفيك ويسترن الطائرة في عام 1983 لخطوطها الخاصة. خلال منتصف الثمانينيات، كانت طائرة 767، جنبًا إلى جنب مع إيرباص A300 و A310، فعالة في توسيع رحلات الطائرات ذات المحركين عبر شمال الأطلسي، بتسهيل من لوائح ETOPS. شكلت موافقة إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) على رحلات ETOPS لمدة 120 دقيقة لطائرة 767 في عام 1985 علامة فارقة مهمة، مما مكن الطائرة من تشغيل مسارات عبر الأطلسي بكفاءة أكبر. بحلول أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، أصبحت طائرة 767 خيارًا شائعًا للرحلات عبر الأطلسي، متجاوزة في كثير من الأحيان تكرار أنواع الطائرات الأخرى على هذه المسارات ومساهمة في نمو الرحلات المباشرة (point-to-point flights)، التي تجاوزت مراكز شركات الطيران الرئيسية. سمح هذا التحول للمشغلين بتقديم رحلات مباشرة إلى المراكز السكانية الثانوية، مما زاد من راحة الركاب. ظهر ضعف تشغيلي ملحوظ في عام 1990 عندما أوقفت الخطوط الجوية البريطانية أسطولها من طائرات 767 مؤقتًا بسبب تشققات في حوامل المحركات، عُزيت إلى محركات رولز رويس RB211 الأثقل؛ وقد عالجت إعادة تصميم الأجزاء وإعادة التقييم الهيكلي المشكلة ومنعت المزيد من التشققات.

الطرازات الرئيسية:

• 767-200: الطراز الأصلي من 767، استخدمته شركات الطيران الأمريكية بشكل أساسي للخطوط الداخلية، وكان أيضًا أول طائرة تستخدم في رحلات ETOPS عبر الأطلسي.

• 767-200ER: هذه النسخة ذات المدى الموسع من 767-200، تتميز بسعة وقود متزايدة ووزن إقلاع أقصى (MTOW) أعلى، صُممت للخطوط الطويلة ودخلت الخدمة في عام 1984.

• 767-300: النسخة الممدودة الأولى من 767، تتميز ببدن أطول من طراز -200، مما يزيد من سعة الركاب مع الاحتفاظ بمعظم عناصر التصميم الأصلي.

• 767-300ER: نسخة ذات مدى موسع من 767-300، تجمع بين السعة المتزايدة وسعة وقود أكبر ووزن إقلاع أقصى (MTOW) أعلى، مما يجعلها أنجح طراز من 767.

• 767-300F: هذه هي نسخة الشحن الإنتاجية من 767-300ER، مصممة لاستيعاب ما يصل إلى 24 منصة نقالة قياسية على سطحها الرئيسي وبحجم شحن إجمالي يبلغ 15,469 قدمًا مكعبة.

الإمارات العربية المتحدة • كولومبيا • جيبوتي • إسرائيل • إيطاليا • اليابان • الولايات المتحدة