القوات العسكرية لـ فنزويلا 🇻🇪

الوضع الاستراتيجي للقوات المسلحة الوطنية البوليفارية الفنزويلية موجه بشكل أساسي نحو الأمن الداخلي والحفاظ على النظام. تؤكد العقيدة العسكرية، المتأثرة بشدة بالتشافيزية، على "الاتحاد المدني العسكري" و"حرب المقاومة الشعبية" ضد التهديدات الخارجية والداخلية المتصورة. تضع هذه العقيدة القوات المسلحة كركيزة أساسية للسلطة السياسية، حيث يشغل الضباط العسكريون مناصب مهمة في الحكومة والمؤسسات المملوكة للدولة.

إقليمياً، يُعد الجيش الفنزويلي فاعلاً مهماً، على الرغم من أن قدراته محل نقاش. أدت التوترات مع غويانا المجاورة بشأن منطقة إيسيكويبو إلى حشد عسكري وتدريبات "استعراض للقوة"، ومع ذلك، يُعتبر احتمال الغزو الشامل منخفضاً. بدلاً من ذلك، من المرجح اتباع استراتيجية حرب هجينة، تشمل مضايقة السفن والخطاب الحازم. تتميز السياسة الخارجية لفنزويلا بموقفها المناهض للإمبريالية والمناهض للولايات المتحدة، مما يعزز العلاقات العسكرية الوثيقة مع روسيا والصين وإيران. يشمل هذا التعاون اقتناء أسلحة متطورة، وتدريبات عسكرية مشتركة، ومساعدة فنية.

القوات العسكرية

تتألف القوات المسلحة الوطنية البوليفارية (FANB) من الجيش، والبحرية، والقوات الجوية، والحرس الوطني، والميليشيا البوليفارية. شهد الحرس الوطني توسعاً في دوره وموارده، مع التركيز على النظام الداخلي وإدارة الاضطرابات المدنية، وهو مؤشر واضح على أولويات الحكومة. تُعد الميليشيا البوليفارية، وهي قوة كبيرة وملتزمة أيديولوجياً، عنصراً أساسياً في عقيدة الحرب غير المتماثلة، والمخصصة للدفاع الداخلي.

يتكون ترسانة فنزويلا إلى حد كبير من المعدات الروسية والصينية، نتيجة لحظر الأسلحة الأمريكي المفروض منذ عام 2006. تشغل القوات الجوية طائرات مقاتلة من طراز سوخوي Su-30، بينما يجهز الجيش بدبابات ومركبات مدرعة روسية الصنع. تمتلك البلاد أيضاً نظاماً صاروخياً متطوراً مضاداً للطائرات. ومع ذلك، فإن الجاهزية التشغيلية لهذه المعدات محل خلاف، مع تقارير عن مشاكل في الصيانة وصعوبات في توفير قطع الغيار.

في خطوة مهمة نحو الاكتفاء الذاتي، افتتحت فنزويلا مؤخراً مصنعاً لذخيرة كلاشينكوف في ماراكاي، وهو مشروع مشترك مع روسيا. صُمم هذا المرفق لإنتاج خراطيش عيار 7.62 ملم لبنادق الكلاشينكوف AK-103 الهجومية القياسية للجيش، مما يقلل الاعتماد على الإمدادات الأجنبية. تشارك الصناعة العسكرية المملوكة للدولة، CAVIM، أيضاً في الإنتاج المرخص للأسلحة النارية وتجديد المعدات الموجودة.

التوجهات الاستراتيجية

يتمثل أحد التوجهات الرئيسية في تعميق التعاون العسكري مع روسيا. لا تغطي الاتفاقيات الأخيرة توريد الأسلحة المتطورة والإنتاج المشترك للذخيرة فحسب، بل تمتد أيضاً إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب. يُعد هذا التحالف حجر الزاوية في استراتيجية فنزويلا لمواجهة العقوبات الدولية وإظهار القوة.

يتمثل توجه رئيسي آخر في التركيز المتزايد على الأمن الداخلي. يؤكد نقل المعدات العسكرية عالية الجودة إلى الحرس الوطني وتفعيل وحدات الرد السريع قلق النظام من المعارضة الداخلية. قد يأتي هذا التركيز الداخلي على حساب قدرات الحرب التقليدية.

أخيراً، بينما يظل النزاع مع غويانا حول منطقة إيسيكويبو نقطة توتر، تبدو تصرفات الجيش الفنزويلي موجهة بشكل أكبر نحو إظهار القوة للجمهور المحلي بدلاً من الاستعداد لصراع طويل الأمد.