القوات العسكرية لـ بيرو 🇵🇪

يركز الجيش البيروفي على مواجهة تهديدات أمنية داخلية كبيرة مع الحفاظ على قوة ردع تقليدية ذات مصداقية، وإن كانت ثانوية، في منطقة الأنديز. لا تأتي التحديات الرئيسية من جهات فاعلة حكومية بل من الاتجار بالمخدرات، والتعدين غير المشروع، وبقايا تمرد "سينديرو لومينوسو" (الدرب المضيء)، لا سيما في منطقة فريم (وادي أنهار أبوريماك وإيني ومانتارو). وبينما توجد توترات تاريخية مع جيران مثل تشيلي، فإن احتمالية نشوب حرب بين الدول تُعتبر بعيدة.

القوات العسكرية

تشهد القوات المسلحة البيروفية أكبر عملية تحديث شاملة لها منذ عقود، مدعومة بميزانية دفاع لعام 2025 تبلغ حوالي 3 مليارات دولار. يهدف هذا التحديث إلى استبدال المعدات المتقادمة وتوحيد المنصات لتحسين اللوجستيات.

• القوات الجوية: تحظى القوات الجوية البيروفية (FAP) بالأولوية القصوى، مع تخصيص أكثر من 2 مليار دولار لاقتناء 24 مقاتلة جديدة متعددة المهام لتحل محل أسطولها المتقادم من طائرات ميراج 2000 الفرنسية وميغ 29 الروسية. من بين المتنافسين الرئيسيين: إف-16 الأمريكية، وغريبن السويدية، ورافال الفرنسية. ومن المخطط أيضاً اقتناء طائرتي نقل من طراز بوينغ 737 لتحسين القدرة على الحركة.
• القوات البحرية: من المقرر أن تتلقى القوات البحرية 1.3 مليار دولار لتوسيع أسطولها بست فرقاطات متعددة المهام، وثلاث سفن دورية بحرية، وأربع غواصات، من بين أصول أخرى، لتعزيز الأمن البحري.
• القوات البرية: تخضع القوات البرية لعملية تحديث أكثر تواضعاً، مع تخصيص 78 مليون دولار لبرنامج JUCRAM لاقتناء 40 نظاماً جديداً لإطلاق الصواريخ المتعددة (MLRS).

الصناعة الدفاعية

تفتقر بيرو إلى صناعة محلية قوية للمنصات العسكرية الرئيسية وتظل معتمدة على الواردات الأجنبية للأنظمة المتقدمة. ومع ذلك، تركز الاستراتيجية الحكومية على تطوير القدرات المحلية من خلال نقل التكنولوجيا والشراكات الدولية. ومن الأمثلة الرئيسية على ذلك الشراكة بين حوض بناء السفن الحكومي "سيما" (SIMA) وشركة "هيونداي للصناعات الثقيلة" الكورية الجنوبية لإنتاج فرقاطة وسفينة دورية بحرية وسفينتي دعم لوجستي بشكل مشترك. يسعى هذا النموذج إلى تعزيز الاعتماد على الذات ودعم النمو الاقتصادي.

الاتجاهات الاستراتيجية

الاتجاه الأبرز هو تحول بيرو الحازم من جيش مجهز بمعدات متفرقة ومتقادمة تعود إلى حقبة الحرب الباردة إلى قوة أكثر حداثة وتماسكاً واستدامة. يركز هذا التحديث الشامل على تعزيز القدرات لعمليات الأمن الداخلي وحماية السيادة، مثل دوريات الحدود والاستجابة للكوارث الطبيعية. بينما تمثل الميزانية المعتمدة التزاماً كبيراً، فإن تاريخ بيرو من عدم الاستقرار السياسي وعمليات الشراء المعقدة قد يمثل تحديات وتأخيرات محتملة لهذه الجداول الزمنية الطموحة للتحديث. تظل القدرة على تحمل التكاليف عاملاً رئيسياً، حيث كان الإنفاق منخفضاً تاريخياً عند حوالي 1% من الناتج المحلي الإجمالي.