القوات العسكرية لـ تشيلي 🇨🇱

تُعد القوات المسلحة التشيلية واحدة من أكثر الجيوش احترافية وقدرة في أمريكا اللاتينية. تاريخياً، تشكلت وضعية تشيلي الدفاعية بفعل عزلتها الجغرافية والتوترات الدورية مع جيرانها. بينما لم تشارك البلاد في صراع دولي لأكثر من قرن، فإن عقيدتها العسكرية تؤكد على التعلم المستمر من الصراعات العالمية لتوجيه تدريبها وتحديثها. في العقود الأخيرة، حدث تحول كبير من تنظيم دفاعي قائم على الأراضي إلى قوة أكثر مرونة وقابلة للنشر، قادرة على إبراز القوة والمشاركة في بعثات حفظ السلام الدولية. يستند هذا التطور إلى عقيدة تركز بشكل متزايد على العمليات المشتركة والتطوير المهني لأفرادها، وخاصة ضباط الصف، لتعزيز تماسك الوحدات وفعاليتها العملياتية.

القوات والقدرات العسكرية

يخضع الجيش التشيلي لعملية تحديث تهدف إلى استبدال المعدات المتقادمة وتعزيز قدراته التكنولوجية. تشمل القطاعات الرئيسية للاستثمار الطائرات العسكرية ذات الأجنحة الثابتة، والسفن والغواصات البحرية، والمركبات البرية العسكرية. تُعد البحرية، على وجه الخصوص، أولوية، مع برامج جارية لسفينة كاسحة جليد وسفن نقل، مما يعكس المصالح البحرية للبلاد. كما تسعى القوات الجوية إلى تعزيز قدراتها الجوية. من التطورات البارزة إنشاء نظام الأقمار الصناعية الوطني، مما يشير إلى التحرك نحو استقلالية استراتيجية أكبر في مجالات الاستخبارات والاتصالات.

الصناعة الدفاعية والتحديث

تمتلك تشيلي صناعة دفاعية محلية متواضعة، تتمركز حول شركات مثل ENAER (صناعة الطيران) و ASMAR (بناء السفن). تم تطوير هذه القاعدة الصناعية في البداية لمواجهة حظر الأسلحة السابق، وكانت عاملاً في قدرة الجيش على صيانة وتحديث معداته. يُغذى دافع التحديث الحالي بميزانية دفاعية يُتوقع لها أن تنمو بعد فترة من التراجع. لتسريع تقدمها التكنولوجي، تتطلع تشيلي أيضاً إلى شركاء دوليين، بما في ذلك مبادرة حديثة لتعزيز التعاون الدفاعي والتكنولوجي مع الصين.

التوجهات الاستراتيجية

تتجه التوجهات الاستراتيجية الحالية للجيش التشيلي في ثلاثة محاور. أولاً، هناك تركيز مستمر على التحديث والاحترافية للحفاظ على مكانتها كقوة إقليمية موثوقة. ثانياً، هناك تركيز متزايد على التهديدات الأمنية غير التقليدية، بما في ذلك الإغاثة في حالات الكوارث والأمن السيبراني، إلى جانب التزامها بعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. أخيراً، تظل العلاقات المدنية العسكرية قضية رئيسية. بينما حدث تطبيع تدريجي منذ عودة البلاد إلى الديمقراطية، لا تزال القوات المسلحة تحتفظ بدرجة من النفوذ السياسي. يمكن أن تعيد عملية الإصلاح الدستوري الجارية تعريف دور الجيش داخل الدولة.