صاروخ Super R.530

الصاروخ Super R.530 هو صاروخ فرنسي جو-جو متوسط المدى، تم تطويره كتحسين للصاروخ الأقدم R.530. تم تصنيعه بواسطة ماترا (Matra)، التي أصبحت فيما بعد جزءًا من الكونسورتيوم الأوروبي MBDA، وتم دمج الصاروخ Super R.530 بشكل أساسي مع الطائرات الفرنسية مثل ميراج F1 وميراج 2000. كان الصاروخ مخصصًا للاشتباكات خارج مدى الرؤية (BVR) ودخل الخدمة في أواخر السبعينيات.

يأتي الصاروخ Super R.530 في نوعين رئيسيين: أحدهما يستخدم التوجيه الراداري شبه النشط (SARH) والآخر يستخدم التوجيه بالأشعة تحت الحمراء (IR). يعتمد النوع الموجه بالرادار على رادار الطائرة لإضاءة الهدف، بينما يستخدم النوع الموجه بالأشعة تحت الحمراء باحثه الخاص بالأشعة تحت الحمراء لتتبع الانبعاثات الحرارية من الهدف. تتيح هذه المرونة استخدامه في سيناريوهات تكتيكية مختلفة، على الرغم من أن نسخة SARH قد اعتُبرت بشكل عام أكثر فعالية للاشتباكات خارج مدى الرؤية.

يستخدم الصاروخ محركًا صاروخيًا صلبًا ذا مرحلتين لدفعه نحو هدفه، وهو مزود برأس حربي شديد الانفجار مصمم لإلحاق أقصى قدر من الضرر عند الاصطدام. يسمح نظام توجيهه، حسب النوع، بقدرات "أطلق وانسَ" (fire-and-forget) أو "أطلق وحدّث" (fire-and-update). يتضمن الأخير قيام الطائرة المطلقة بتحديث معلومات استهداف الصاروخ بعد الإطلاق، مما يحسن فرص الإصابة الناجحة.

كان أحد التحسينات الرئيسية في الصاروخ Super R.530 مقارنة بسلفه هو تعزيز الإجراءات المضادة للإجراءات الإلكترونية المضادة (ECCM)، مما جعله أكثر مقاومة للتشويش وتكتيكات الحرب الإلكترونية الأخرى التي تستخدمها طائرات العدو.

على الرغم من أنه اعتُبر صاروخًا قادرًا في وقته، فقد تم إخراج الصاروخ Super R.530 من الخدمة إلى حد كبير واستبداله بصواريخ أكثر حداثة مثل MICA وميتيور (Meteor)، والتي توفر مدى أفضل وأنظمة توجيه وأداءً عامًا أفضل. وتجدر الإشارة إلى أنه بينما كان للصاروخ Super R.530 نقاط قوة، فقد واجه منافسة شديدة من صواريخ جو-جو أخرى متوسطة المدى مثل الصاروخ الأمريكي AIM-7 Sparrow والروسي R-27 خلال فترة خدمته.