القوة الجوية بلغاري

يمر سلاح الجو البلغاري بمرحلة انتقالية، ينتقل فيها من هيكل يعتمد على معدات وعقيدة الحقبة السوفيتية إلى هيكل متوافق مع معايير الناتو. وتُعرّف هذه العملية باستبدال طائراته القتالية الرئيسية وتحول مقابل في الأطر التشغيلية واللوجستية. يتكون القوام الأساسي للقوة الجوية من عدد قليل من القواعد الجوية، وتُعد قاعدة "غراف إغناتييفو" محور التحديث الحالي.

لقد ارتكز جوهر القدرة العملياتية لبلغاريا على أسطولها من مقاتلات MiG-29 للدفاع الجوي وطائرات Su-25 للهجوم الأرضي. هذه المنصات، على الرغم من صيانتها، عفا عليها الزمن تقنياً بالمعايير الحديثة بسبب مستشعراتها القديمة وأنظمة أسلحتها المحدودة. لتمديد عمر قدرتها على الدعم الجوي القريب، خضعت ثماني طائرات Su-25 (ستة بمقعد واحد واثنتان بمقعدين) لعملية إصلاح وتحديث شامل في بيلاروسيا، اكتملت في فبراير 2021. يسمح هذا التحديث بطلعات قصف لا تعتمد على الرؤية البصرية ويعزز قدرتها على دعم القوات البرية والبحرية. يتركز أسطول النقل حول طائرة C-27J سبارتان، التي توفر قدرات لوجستية ونقل للقوات.

تتجه العقيدة الاستراتيجية لبلغاريا الآن بالكامل نحو الاندماج ضمن هيكل الدفاع الجماعي لحلف الناتو. بعد انضمامها إلى الحلف في عام 2004، عمل سلاح الجو على الابتعاد عن أصوله المرتبطة بحلف وارسو. وتؤكد العقيدة على قابلية التشغيل البيني للمشاركة في العمليات المشتركة والمتعددة الجنسيات. يتجلى ذلك عملياً من خلال فعاليات مثل ورشة عمل تطوير عقيدة F-16 التي عُقدت مع الولايات المتحدة، والمصممة لمواءمة التوجيهات العملياتية مع معايير الناتو استعداداً للأسطول الجديد. وتظل المهمة الأساسية هي حماية المجال الجوي الوطني، مما يساهم مباشرة في نظام الناتو المتكامل للدفاع الجوي والصاروخي.

يُعد العنصر الأكثر أهمية في تطور القوة هو اقتناء 16 طائرة من طراز F-16C/D بلوك 70. ينقسم البرنامج إلى دفعتين، كل دفعة تضم ثماني طائرات. من المقرر تسليم الدفعة الأولى بحلول نهاية عام 2025، والثانية بحلول عام 2027. وقد وصلت أول طائرتين إلى قاعدة "غراف إغناتييفو" الجوية في أبريل ويونيو 2025 على التوالي. تمثل هذه الطائرات قفزة تكنولوجية كبيرة، حيث إنها مجهزة برادار APG-83 AESA من نورثروب غرومان، وإلكترونيات طيران متقدمة، وعمر خدمة يبلغ 12,000 ساعة.