القوة الجوية ليبي

القوات الجوية الليبية، التي كانت ذات يوم ذراعًا جويًا إقليميًا مهمًا، اتسمت بالتشرذم منذ عام 2011. شهدت حقبة ما بعد القذافي انقسام القوة فعليًا إلى كيانين رئيسيين متنافسين، كل منهما متحالف مع الفصائل السياسية الرئيسية في البلاد: حكومة الوحدة الوطنية (GNU) ومقرها طرابلس، والجيش الوطني الليبي (LNA) بقيادة خليفة حفتر، ومقره الشرق. وقد أدى هذا الانقسام إلى وجود ذراعين جويين متميزين ومتنافسين، دون عقيدة استراتيجية وطنية موحدة.

هيكل كلتا القوتين الجويتين موروث إلى حد كبير من المخزون ما قبل عام 2011، ولكنه متدهور بشكل كبير من حيث الطائرات العملياتية والبنية التحتية. يشغل كلا الفصيلين مزيجًا من الطائرات القتالية من الحقبة السوفيتية والفرنسية، على الرغم من أن العدد الدقيق للمنصات الصالحة للطيران لا يزال منخفضًا ويصعب تحديده بدقة. كما أن القواعد العملياتية الرئيسية مقسمة، حيث تعمل القوات المتحالفة مع حكومة الوحدة الوطنية بشكل أساسي من قواعد في الغرب، مثل مصراتة، بينما يسيطر الجيش الوطني الليبي على منشآت رئيسية في الشرق، مثل قاعدة بنينا الجوية. القيادة والسيطرة لكل كيان لا مركزية ومرتبطة بقيادة قواتها البرية، وتفتقر إلى الهيكل المتطور والمتكامل للقوة الجوية الحديثة.

القدرات العملياتية مقيدة بشدة لكلا الجانبين. وقد تم استخدام الأذرع الجوية بشكل أساسي في دور الهجوم الأرضي لدعم قواتها البرية خلال الحرب الأهلية الليبية الثانية. وقد تضمنت الاشتباكات إلى حد كبير غارات جوية ضد أهداف عسكرية وأحيانًا مدنية، بالإضافة إلى مهام الاستطلاع. كما كان استخدام الطائرات المسيرة المسلحة، لا سيما من قبل الجيش الوطني الليبي وداعميه الأجانب، سمة مهمة للصراعات الأخيرة. إن الخبرة الفنية وسلاسل الدعم اللوجستي لصيانة الأساطيل المتقادمة ضعيفة، وتعتمد بشكل كبير على المساعدة الأجنبية.

لا توجد برامج تحديث وطنية شاملة مطبقة بسبب عدم الاستقرار السياسي المستمر وحظر الأسلحة. وقد كانت أي عمليات استحواذ أو ترقيات مجزأة، وغالبًا ما يتم توفيرها من قبل الرعاة الدوليين للفصائل المعنية. بالنسبة للجيش الوطني الليبي، شمل ذلك الإمداد المزعوم للطائرات المجددة. أما بالنسبة للقوات المتحالفة مع حكومة الوحدة الوطنية، فقد كان الدعم الأجنبي أيضًا عاملاً رئيسيًا في الحفاظ على قدراتها الجوية المحدودة. والنتيجة هي خليط من الأصول الجوية المتقادمة، وفي بعض الحالات، المقدمة من الخارج، بدلاً من قوة متماسكة وحديثة.