القوة الجوية تشيلي

القوات الجوية التشيلية (Fuerza Aérea de Chile, FACh) هي خدمة احترافية ومتقدمة تقنياً في سياق أمريكا اللاتينية. يتكون هيكلها التنظيمي من ثلاث قيادات رئيسية: قيادة القتال، وقيادة اللوجستيات، وقيادة الأفراد. على الصعيد العملياتي، تنقسم القوات إلى خمسة ألوية جوية موزعة جغرافياً في جميع أنحاء البلاد، من إيكيكي في الشمال إلى بونتا أريناس في الجنوب، وتضم قاعدة في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا). تحتوي هذه الألوية على مجموعات طيران مختلفة، وهي الوحدات الجوية الأساسية.

يكمن جوهر قدرة تشيلي على القتال الجوي في أسطولها من طائرات F-16 فايتنغ فالكون. توفر هذه المقاتلات متعددة المهام للقوات الجوية التشيلية قدرات هجومية ودفاعية كبيرة في مجال مكافحة التهديدات الجوية. يتم دعم طائرات F-16 بمجموعة من الأصول الأخرى، بما في ذلك طائرات النقل الحيوية للدعم اللوجستي عبر جغرافية البلاد الطويلة والصعبة. يضم أسطول النقل هذا طائرات C-130 هيركوليز، وطائرات بوينغ متنوعة، وناقلات تكتيكية أصغر. بالإضافة إلى ذلك، تشغل القوات الجوية التشيلية طائرات تزود بالوقود جواً، مثل KC-135 و KC-130R، وقد حصلت على منصات E-3D سنتري لتعزيز قدراتها في مجال الإنذار المبكر والتحكم المحمول جواً. يؤدي أسطول متنوع من المروحيات مهام النقل والاتصال والبحث والإنقاذ (SAR).

ترتكز العقيدة الاستراتيجية للقوات الجوية التشيلية على الدفاع عن السيادة الوطنية والسيطرة على مجالها الجوي. نظراً لانخفاض خطر الصراع التقليدي بين الدول بالنسبة لتشيلي، فقد تحول تركيزها العملياتي بشكل متزايد نحو مهام وقت السلم. تشمل هذه المهام مسؤوليات واسعة للبحث والإنقاذ (SAR) فوق مساحة شاسعة من المحيط الهادئ والقارة القطبية الجنوبية، والإغاثة في حالات الكوارث، والإخلاء الطبي، ودعم التنمية الوطنية. تشارك القوات بانتظام في تدريبات مشتركة دولية، مثل "ساليتر"، للحفاظ على درجة عالية من قابلية التشغيل البيني مع الدول الصديقة.

تشارك القوات الجوية التشيلية في تحديث مستمر، على الرغم من أن بعض البرامج واجهت تحديات اقتصادية. من الأولويات الرئيسية تحديث أسطولها من طائرات F-16، والذي شهد تأخيرات. يمثل استبدال طائرات النقل المتقادمة من طراز C-130 تحدياً كبيراً آخر، وهي عملية أصبحت أكثر إلحاحاً بعد حادث تحطم مميت في عام 2019. تُعد طائرة T-35 بيلان المنتجة محلياً، وهي طائرة تدريب ناجحة، مثالاً على قدرة صناعة الدفاع المحلية في تشيلي من خلال شركة ENAER المملوكة للدولة. كما يمثل دمج طائرة تدريب أساسية جديدة، وهي بيلان II، محور اهتمام حالي.