القوات العسكرية لـ فرنسا 🇫🇷

تحافظ فرنسا على مكانتها كقوة عسكرية عالمية من الطراز الأول، مدعومة بالتزامها بـ "الاستقلالية الاستراتيجية"، وصناعة دفاعية قوية ومستقلة، وقوة قتالية احترافية وحديثة. تحتل المرتبة السابعة عالمياً، ويعد جيشها الأكبر في الاتحاد الأوروبي، بميزانية دفاعية كبيرة ومتنامية تتوافق مع ذلك.

هيكل القوات والقوى البشرية

تتألف القوات المسلحة الفرنسية من الجيش (Armée de Terre)، والبحرية (Marine Nationale)، والقوات الجوية والفضائية (Armée de l'Air et de l'Espace)، والدرك الوطني. وفقاً لأحدث الأرقام، يبلغ إجمالي الأفراد العاملين حوالي 270,000، مع قوة احتياطية كبيرة. تسعى الحكومة الفرنسية بنشاط لتوسيع جيشها، بهدف زيادة عدد الجنود إلى 275,000 بحلول عام 2030 ومضاعفة مكون الاحتياط إلى أكثر من 100,000 بحلول عام 2035. ويعد الفيلق الأجنبي الفرنسي الشهير، الذي يضم أكثر من 9,600 فرد من حوالي 150 جنسية، مكوناً رئيسياً للقوات البرية.

الصناعة الدفاعية والتحديث

تفتخر فرنسا بقاعدة صناعية دفاعية هائلة وذات سيادة إلى حد كبير، حيث يضع لاعبون رئيسيون مثل داسو للطيران (Dassault Aviation) ومجموعة نافال (Naval Group) وتاليس (Thales) فرنسا كمصدر رائد للأسلحة على المستويين الأوروبي والعالمي. خصص قانون البرمجة العسكرية للفترة 2024-2030 مبلغ 413 مليار يورو للدفاع، بزيادة قدرها 40% عن الفترة السابقة، مما يشير إلى التزام كبير بالتحديث. تشمل برامج التحديث الرئيسية ما يلي:

• برنامج سكوربيون (Scorpion): جهد واسع النطاق لتحديث المركبات المدرعة للجيش بمنصات جديدة مثل غريفون (Griffon) وجاغوار (Jaguar) وسيرفال (Serval)، مدمجة من خلال نظام معلومات قتالية موحد.
• القوة الجوية: التوسع والتحديث المستمر لأسطول طائرات رافال (Rafale) المقاتلة، مع خطط لنسخة F5 جديدة بحلول عام 2035. كما يعد تطوير نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS) مع ألمانيا وإسبانيا أولوية.
• القدرات البحرية: من المخطط بناء حاملة طائرات جديدة تعمل بالطاقة النووية من الجيل الجديد لتخلف حاملة الطائرات شارل ديغول (Charles de Gaulle)، إلى جانب شراء فرقاطات جديدة.
• الردع النووي: حجر الزاوية في السياسة الدفاعية الفرنسية، تخضع الترسانة النووية للتحديث مع تطوير صاروخ ASN4G فرط صوتي وصاروخ M51 الباليستي المطلق من الغواصات.

التوجهات الاستراتيجية والموقف العالمي

تتشكل النظرة الاستراتيجية لفرنسا من خلال بيئة أمنية عالمية معقدة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. تشمل التوجهات الرئيسية ما يلي:

• تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية: تواصل فرنسا إعطاء الأولوية للقدرة على العمل بشكل مستقل أو كدولة رائدة في التحالفات، سواء داخل أو خارج أطر مثل الناتو والاتحاد الأوروبي.
• التركيز على الحروب عالية الشدة: عززت الدروس المستفادة من أوكرانيا التحول نحو الاستعداد للصراعات عالية الشدة، مع التركيز على إنتاج الذخيرة، والدفاع الجوي، والقيادة والتحكم.
• الاستثمار في المجالات المستقبلية: هناك تركيز كبير على تطوير القدرات في الفضاء، والحرب السيبرانية، والذكاء الاصطناعي، وعمليات أعماق البحار.