القوات الجوية الروسية

تأسست القوات الجوية الفضائية الروسية (VKS) عام 2015 من خلال دمج القوات الجوية الروسية (VVS) وقوات الدفاع الجوي الفضائي (VVKO). أدت إعادة التنظيم هذه إلى إنشاء هيكل قيادة موحد يضم ثلاثة فروع رئيسية: القوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي والصاروخي، وقوات الفضاء. كان الهدف هو تحسين تكامل وكفاءة العمليات الجوية والفضائية، وسد فجوة متصورة في الاستراتيجية العسكرية الروسية كانت تفصل بين هذه المجالات سابقًا. يتبع هذا الهيكل قيادة عليا مركزية في موسكو، مصممة لتعزيز التعاون بين الأفرع.

تتمحور العقيدة الاستراتيجية للقوات الجوية الفضائية الروسية (VKS) حول مفهوم مسرح حرب جوي وفضائي واحد ومستمر. وتتمثل مهمتها في حماية روسيا من التهديدات الجوية الفضائية بقدرات تقليدية ونووية، وتوفير الإنذار المبكر، ودعم الأفرع العسكرية الأخرى. تؤكد هذه العقيدة على إضعاف الإمكانات العسكرية والاقتصادية للخصم من خلال ضربات دقيقة بعيدة المدى ضد البنية التحتية الحيوية، وهو شكل من أشكال الحرب غير التماسية. هذه الاستراتيجية جزء من مفهوم "الدفاع النشط" الأوسع، الذي يجمع بين العمليات الدفاعية والهجومية لتعطيل جهود الخصم.

على الصعيد العملياتي، تمتلك القوات الجوية الفضائية الروسية (VKS) مزيجًا من المنصات الحديثة وتلك التي تعود إلى الحقبة السوفيتية. وقد تم تعزيز قدراتها من خلال إدخال مقاتلات الجيل 4++ مثل Su-35، التي توفر ميزة تكنولوجية كبيرة على العديد من الجيران المباشرين. تشغل القوات الجوية الفضائية الروسية (VKS) شبكة دفاع جوي أرضية قوية ومتعددة الطبقات، وهي مدمجة في هيكلها العام. ويوفر أسطول القاذفات الاستراتيجية، الذي يتكون من طائرات مثل Tu-95 و Tu-160، قدرة ضرب عالمية بصواريخ كروز بعيدة المدى.

كان الغزو الشامل لأوكرانيا منذ عام 2022 أهم مشاركة عملياتية للقوات الجوية الفضائية الروسية (VKS). وبينما كان طيرانها بعيد المدى فعالاً في ضرب البنية التحتية الأوكرانية، فشلت القوات الجوية الفضائية الروسية (VKS) بشكل مفاجئ في تحقيق التفوق الجوي. يُعزى ذلك إلى الدفاعات الجوية الأوكرانية الفعالة والمتنقلة، وأوجه القصور في قمع هذه الدفاعات (عمليات SEAD/DEAD)، والخسائر الكبيرة في الطائرات. استجابة لذلك، تكيفت القوات الجوية الفضائية الروسية (VKS) من خلال الاعتماد المتزايد على أسلحة المواجهة، مثل القنابل الموجهة التي تُطلق من مسافة بعيدة، ومجموعة واسعة من الطائرات بدون طيار لمهام الاستطلاع والضرب على حد سواء.

لا يزال التحديث أولوية رئيسية، ويركز على استبدال الطائرات السوفيتية القديمة بنماذج متقدمة وتحديث المنصات الحالية. يواصل برنامج التسلح الحكومي تمويل اقتناء طائرات مثل Su-34 و Su-35، بينما يستمر تطوير طائرة Su-57 من الجيل الخامس، وإن كان ببطء. تحديث أسطول القاذفات الاستراتيجية هو أيضًا برنامج رئيسي. وقد حفز الصراع في أوكرانيا التكيف، لا سيما في التطوير والنشر السريع لمختلف الطائرات بدون طيار (UAVs). ومع ذلك، فإن الخسائر القتالية المستمرة وتأثير العقوبات الدولية يمثلان تحديات كبيرة لأهداف هذه الجهود التحديثية على المدى الطويل.