القوات العسكرية لـ الصين 🇨🇳

لقد خضع جيش التحرير الشعبي الصيني (PLA) لتحديث سريع وشامل، محولاً إياه من قوة ضخمة ولكنها عفا عليها الزمن إلى قوة عسكرية حديثة ومهيبة. وقد عزز هذا التحول مكانة الصين كمنافس استراتيجي رئيسي للولايات المتحدة والقوة الإقليمية المهيمنة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتُعد قدرات جيش التحرير الشعبي المتنامية محورية لسعي بكين نحو "النهضة الوطنية" وطموحها في أن تصبح "قوة بحرية عظمى" بحلول عام 2035. وبينما لا تزال قدرتها على إبراز القوة عالمياً في طور التطور، فإن نفوذها يتوسع، مدعوماً بثاني أكبر ميزانية دفاعية في العالم وصناعة أسلحة محلية قوية. ويظل تركيز جيش التحرير الشعبي الأساسي على تأكيد السيادة على تايوان وفرض مطالباتها في بحر الصين الجنوبي.

القوات والقدرات العسكرية

يُعد جيش التحرير الشعبي أكبر جيش دائم في العالم، حيث يضم حوالي مليوني فرد عامل. وهو منظم في خمس قيادات مسرح عمليات (الشرقية، الجنوبية، الغربية، الشمالية، والوسطى) ويتألف من أربع خدمات رئيسية: القوات البرية، القوات البحرية (PLAN)، القوات الجوية (PLAAF)، وقوة الصواريخ. وقد شهدت إعادة تنظيم عام 2024 إنشاء أذرع جديدة تحت السيطرة المباشرة للجنة العسكرية المركزية: قوة الفضاء الجوي، قوة الفضاء السيبراني، وقوة دعم المعلومات، مما يؤكد على التركيز على الحرب "الذكية" المدفوعة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

تشمل مجالات القوة الرئيسية ما يلي:

• القوة البحرية: تعد قوات البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي (PLAN) أكبر بحرية في العالم من حيث عدد السفن، وهي مدعومة بقدرة بناء سفن تتجاوز بكثير قدرة الولايات المتحدة. وتمتلك الآن مجموعة واسعة من السفن القتالية السطحية الحديثة والغواصات وحاملتي طائرات عاملتين، مع وجود نماذج أكثر تقدماً قيد الإنشاء.

• تكنولوجيا الصواريخ: تمتلك الصين ترسانة ضخمة ومتنامية من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، جزء كبير منها قادر على استهداف القواعد الأمريكية في اليابان وغوام.

• القوة الجوية والفضائية: تقوم القوات الجوية التابعة لجيش التحرير الشعبي (PLAAF) بالتحديث السريع بطائرات الشبح وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة. كما تقوم الصين بعسكرة الفضاء بمعدل "مذهل"، متصدرة في إطلاق الأقمار الصناعية ذات الصلة بالدفاع في عامي 2022 و 2023.

• الترسانة النووية: تعمل بكين على توسيع مخزونها من الرؤوس الحربية النووية بمعدل أسرع من أي دولة أخرى، ومن المتوقع أن تمتلك أكثر من 1000 رأس حربي بحلول عام 2030.

الاتجاهات الاستراتيجية والتوقعات

يسترشد تطوير جيش التحرير الشعبي باستراتيجية واضحة طويلة الأجل تهدف إلى تحقيق التكافؤ، وفي بعض المجالات، التفوق على القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ويُعد "هدف بناء الجيش المئوي لعام 2027" موعداً نهائياً رئيسياً، والذي يهدف إلى توفير مجموعة كاملة من الخيارات العسكرية لحالة طوارئ تايوان. ويشير التركيز على الحرب "الذكية"، بالاستفادة من تقنيات مثل التحليل المدفوع بالذكاء الاصطناعي وأسراب الطائرات بدون طيار، إلى عقيدة تطلعية مصممة لمواجهة المزايا العسكرية الأمريكية التقليدية. وبينما تستمر التحديات الداخلية مثل الفساد، إلا أنها لم تعرقل بشكل كبير التوسع الهائل لجيش التحرير الشعبي. سيشهد المستقبل المنظور استمرار الصين في سد الفجوة العسكرية التكنولوجية، وتعزيز قدراتها على إبراز القوة، وتحدي الهيكل الأمني الإقليمي القائم بشكل أكثر حزماً.